Telegram Group Search
*س/ هل صح الحديث في التحذير من الشخص الذي يصبح الناس يتجنبون الدخول معه في خلاف خوفاً من فحشه وبذاءة ألفاظه؟*

ج/ نعم الحديث في ذلك رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ تَرَكَهُ - أَوْ وَدَعَهُ النَّاسُ - اتِّقَاءَ فُحْشِهِ»*، فالواجب على الإنسان أن يكون عفيف اللسان مبتعداً عن الفحش والبذاءة في سائر كلامه،

وإن سفاهة التخاطب مع الآخرين هو معصية لله وضعف في الإيمان ووقوع في الفسوق والإثم ففي سنن الترمذي بسند صحيح عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الفَاحِشَ البَذِيءَ»*، وأخرج الترمذي بسند صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ وَلا الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِيءِ»*، وفي مسند أحمد بسند صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«الحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ، وَالإِيمَانُ فِي الجَنَّةِ، وَالبَذَاءُ مِنَ الجَفَاءِ، وَالجَفَاءُ فِي النَّارِ»*. والبذاء هو الفحش في القول. فالحذر.

عافاني الله وإياكم.

🖋د. بندر الخضر.
___
http://www.tg-me.com/�������� �� �������� ���������� ����������������/com.dr_alkhader
*أحسن الصحبة*

من يجمعك وإياه مجموعة واتس واحدة له حق الصحبة، ومن أعظم التطبيق لهذا الحق أن تتعاون الأقلام وتتكاتف الجهود في خير البلاد ونفع العباد، فإذا وقع الاختلاف فيتم النقاش في أجواء من الألفة والمودة وحسن الظن مع الاستمساك بالقول الحسن في كل الأحوال، والبعد عن المشاتمة أو اللمز والتنابز قال تعالى: *{وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ}* [الحجرات: 11]، وقال تعالى: *{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}* [البقرة: 83]،

وليعلم كل صاحبين أن أفضلهما عند الله أحسنهما تعاملاً مع صاحبه فقد أخرج الترمذي بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«خَيْرُ الأصحاب عند الله: خَيْرُهم لصاحبه، وخَيْرُ الجيران عند الله: خيرُهم لجاره»*.

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
*س/ ماهي النصيحة لمن يتساهل بالطعن في العلماء والدعاة إلى الله والتحذير منهم وتنفير الناس عنهم؟*

ج/ لا يجوز التساهل بالطعن في أي أحد، أو الافتراء والكذب عليه، ومن باب أولى الحذر من التساهل بالطعن في العلماء ومعلمي الناس الخير، وسبّهم وشتيمتهم، والسعي في الحط من أقدارهم، ورميهم بالسوء والبهتان؛ فإنه سعي محرم وعمل مذموم،

والنصيحة لمن ابتلي بذلك أن يتذكر ما يحمله هذا الأمر من آثام وشرور؛ حتى يبعد نفسه عن هذا السلوك السيء، ويمكن إجمال أبرز ما يجلبه ذلك من إثم وشر فيما يلي:

1️⃣ *أولاً*: أنه خلاف ما جاء به الشرع من رفعة لأهل العلم وعلو لمكانتهم؛ مما يستلزم إجلالهم من غير غلو ولا إفراط، واحترامهم ومحبتهم ومعرفة فضلهم ومكانتهم فهم ورثة الأنبياء وحملة الشريعة قال تعالى: *{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ}* [آل عمران: 18]، وقال تعالى: *{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}* [المجادلة: 11]، وقال تعالى: *{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}* [الزمر: 9]، وفي المتفق عليه عن مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.. »*، وروى أحمد والحاكم بإسناد حسن عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *«لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ»*، وروى أبو داود بسند حسن عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«إِنَّ مِنْ إِجْلاَلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَلاَ الْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ»*.

2️⃣ *ثانياً*: أن من يسعى في تشويه العلماء وصرف الناس عنهم، يبوء بإثم ما يحصل من تأثير سلبي لأي أحد وحرمان له من علمهم وخيرهم، وهو خلاف ما أمر الله به من الأخذ عنهم، والرجوع إليهم وسؤالهم، والاستفادة منهم قال تعالى: *{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}* [النحل: 43]، وقال تعالى: *{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}* [النساء: 83]، وروى أبو داود بسند حسن أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«... شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالَ»*. والعي هو الجهل.

وقد يقول قائل: لكن لهم أخطاء.

*والجواب*: أن العلماء ليسوا معصومين من الخطأ، بل قد يخطئ العالم أو يزل، فلا يجوز اتباعه في الخطأ، ولا تتبع زلاته وجعلها سبباً لترك ما عنده من الهدى والخير قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مجموع الفتاوى (32/ 239): "وَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَتَّبِعَ زَلَّاتِ الْعُلَمَاءِ، كَمَا لَيْسَ لَهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ إلَّا بِمَا هُمْ لَهُ أَهْلٌ؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَفَا لِلْمُؤْمِنِينَ عَمَّا أَخْطَئُوا كَمَا قَالَ تَعَالَى: *{رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}* قَالَ اللَّهُ: قَدْ فَعَلْت. وَأَمَرَنَا أَنْ نَتَّبِعَ مَا أُنْزِلَ إلَيْنَا مِنْ رَبِّنَا وَلَا نَتَّبِعَ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ، وَأَمَرَنَا أَنْ لَا نُطِيعَ مَخْلُوقًا فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ، وَنَسْتَغْفِرَ لِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ. فَنَقُولَ: *{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ}* الْآيَةَ."..

وفي الموافقات للإمام الشاطبي رحمه الله (5/ 136): "زَلَّة الْعَالِمِ لَا يَصِحُّ اعْتِمَادُهَا مِنْ جِهَةٍ، وَلَا الْأَخْذُ بِهَا تَقْلِيدًا لَهُ، وَذَلِكَ؛ لِأَنَّهَا مَوْضُوعَةٌ عَلَى الْمُخَالَفَةِ لِلشَّرْعِ، وَلِذَلِكَ عُدَّتْ زَلَّةً، وَإِلَّا فَلَوْ كَانَتْ مُعْتَدًّا بِهَا؛ لَمْ يُجْعَلْ لَهَا هَذِهِ الرُّتْبَةُ، وَلَا نُسِبَ إِلَى صَاحِبِهَا الزَّلَلُ فِيهَا، كَمَا أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُنْسَبَ صَاحِبُهَا إِلَى التَّقْصِيرِ، وَلَا أَنْ يشنع عليه بها، ولا ينتقص مِنْ أَجْلِهَا، أَوْ يُعْتَقَدُ فِيهِ الْإِقْدَامُ عَلَى الْمُخَالَفَةِ [بَحْتًا]، فَإِنَّ هَذَا كُلَّهُ خِلَافُ مَا تَقْتَضِي رُتْبَتُهُ فِي الدِّينِ"، وقال العلامة ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين (3/ 220): "وَمَنْ لَهُ عِلْمٌ بِالشَّرْعِ وَالْوَاقِعِ، يَعْلَمُ قَطْعًا: أَنَّ الرَّجُلَ الْجَلِيلَ الَّذِي لَهُ فِي
الْإِسْلَامِ قَدَمٌ صَالِحٌ وَآثَارٌ حَسَنَةٌ، وَهُوَ مِنْ الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ بِمَكَانٍ، قَدْ تَكُونُ مِنْهُ الْهَفْوَةُ وَالزَّلَّةُ هُوَ فِيهَا مَعْذُورٌ، بَلْ وَمَأْجُورٌ لِاجْتِهَادِهِ؛ فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُتْبَعَ فِيهَا، وَلَا يَجُوزُ أَنْ تُهْدَرَ مَكَانَتُهُ وَإِمَامَتُهُ وَمَنْزِلَتُهُ مِنْ قُلُوبِ الْمُسْلِمِينَ"، وقال رحمه الله تعالى في المدارج (2/ 40): "فَلَوْ كَانَ كُلُّ مَنْ أَخْطَأَ أَوْ غَلِطَ تُرِكَ جُمْلَةً، وَأُهْدِرَتْ مَحَاسِنُهُ، لَفَسَدَتِ الْعُلُومُ وَالصِّنَاعَاتُ، وَالْحِكَمُ، وَتَعَطَّلَتْ مَعَالِمُهَا"، وقال الإمام الذهبي رحمه الله في السير (16/ 285): "فَلاَ تُدفنُ المَحَاسِنُ لورطَةٍ، وَلَعَلَّهُ رَجعَ عَنْهَا. وَقَدْ يُغفرُ لَهُ بِاسْتفرَاغِهِ الوسْعَ فِي طلبِ الحَقِّ، وَلاَ قوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ". وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في تاريخ نجد (2/161): "فإذا تحققتم الخطأ بينتموه ولم تهدروا جميع المحاسن، لأجل مسألة أو مائة أو مائتين أخطأت فيهن؛ فإني لا أدعي العصمة".

3️⃣ *ثالثاً*: أنه سعي في نشر الأذية المحرمة وصناعة التساهل بالوقوع فيها وقد قال تعالى: *{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}* [الأحزاب: 58]، وروى الترمذي بسند صحيح عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ، فَقَالَ: *«يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ، لَا تُؤْذُوا المُسْلِمِينَ وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ المُسْلِمِ؛ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ»*.

4️⃣ *رابعاً*: أنه مشاركة في نشر الإثم والعدوان وقد قال تعالى: *{وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}* [البقرة: 190]، وقال تعالى: *{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}* [المائدة: 2]، وروى أحمد وابن ماجه بسند صحيح عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَنْ أَعَانَ عَلَى خُصُومَةٍ بِظُلْمٍ، أَوْ يُعِينُ عَلَى ظُلْمٍ، لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ»*.

5️⃣ *خامساً*: أنه وقوع في البغي الذي حرّمه الله وعظّم عقوبته وعاقبته قال تعالى: *{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ}* [يونس: 23]، وروى أبو داود بسند صحيح عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ تَعَالَى لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ، مِثْلُ: الْبَغْيِ، وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ»*، وكم من أشخاص تساهلوا بالطعن في العلماء والدعاة والتحذير منهم، ثم عادوا على أنفسهم فجعلوا يبدّعون بعضهم بعضاً، ويسبون بعضهم بعضاً، ووجدوا من زملائهم وطلابهم من يطعن فيهم ويحذّر منهم حتى صار الحال إلى ما لا يخفى مما يُحزِن ويؤسِف.

6️⃣ *سادساً*: فيه مشاركة في نشر خطيئة الافتراء والكذب حيث يتم إشاعة ونشر كثير من الأشياء وهي كاذبة؛ فيقع من يتساهل في نقلها في إثم عظيم وجرم كبير وقد قال تعالى: *{سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}* [الزخرف: 19]، وقال تعالى: *{تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ}* [النحل: 56]، وروى أبو داود بسند صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«...وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ؛ أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ»*. ردغة الخبال: عصارة أهل النار، وهي ما يخرج من أجسادهم من قيح وصديد، وروى أحمد بسند حسن عن مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«وَمَنْ بَغَى مُؤْمِنًا بِشَيْءٍ يُرِيدُ بِهِ شَيْنَهُ؛ حَبَسَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ»*.

7️⃣ *سابعاً*: أنه سبب للشحن الآثم المريض، وزرع الضغينة ونشر الأحقاد بين المسلمين، وإسقاط القدوات ومحاولة تشويههم، ونزع الثقة بهم وحرمان الأمة من خيرهم وعلمهم وقد روى البخاري في الأدب المفرد بسند حسن عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«أَلَا أُخْبِرُكُمْ
بِخِيَارِكُمْ؟»* قَالُوا: بَلَى، قَالَ: *«الَّذِينَ إِذَا رُؤُوا ذُكِرَ اللَّهُ، أَفَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟»* قَالُوا: بَلَى، قَالَ: *«الْمَشَّاؤُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ الْبُرَآءَ الْعَنَتَ»*.

8️⃣ *ثامناً*: أنه سبب للاستهانة بالسب والشتم والتفسيق والبهتان؛ مما يؤدي إلى عواقب وخيمة وكوارث كبيرة، وهو وقوع في الغلو المنهي عنه شرعاً وقد قال تعالى: *{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ}* [النساء: 171]، وفي صحيح البخاري عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«لاَ يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلًا بِالفُسُوقِ، وَلاَ يَرْمِيهِ بِالكُفْرِ، إِلَّا ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ، إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ»*، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«إِذَا قَالَ الرَّجُلُ: هَلَكَ النَّاسُ. فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ»*.

فالواجب حفظ قدر أهل العلم وردّ الإشاعات الكاذبة في حقهم، وتفنيد الدعايات المغرضة في النيل منهم، والذب عن أعراضهم، وهم من أولى الناس دخولاً في الحديث الذي في سنن الترمذي بسند صحيح عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ؛ رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ القِيَامَة»*.

كما يجب أن يقف كل شخص مع نفسه وقفة صادقة، وأن يعلم أنه محاسب بين يدي الله على كل ما يكتبه أو ينقله، ويتوب إلى الله من أي عدوان أو تجاوز وقد روى الترمذي بسند صحيح عَنْ ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«لَيْسَ المُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلَا اللَّعَّانِ، وَلَا الفَاحِشِ، وَلَا البَذِيءِ»*. قال الشيخ ابن باز رحمه الله في مجموع فتاويه (7/ 313): "فالذي أنصح به هؤلاء الأخوة الذين وقعوا في أعراض الدعاة، ونالوا منهم: أن يتوبوا إلى الله تعالى مما كتبته أيديهم، أو تلفظت به ألسنتهم؛ مما كان سبباً في إفساد قلوب بعض الشباب وشحنهم بالأحقاد والضغائن، وشغلهم عن طلب العلم النافع، وعن الدعوة إلى الله بالقيل والقال، والكلام عن فلان وفلان، والبحث عما يعتبرونه أخطاء للآخرين وتصيدها، وتكلف ذلك. كما أنصحهم أن يكَفّروا عما فعلوا بكتابة أو غيرها مما يبرئون فيه أنفسهم من مثل هذا الفعل، ويزيلون ما علق بأذهان من يستمع إليه من قولهم، وأن يقبلوا على الأعمال المثمرة التي تقرب إلى الله وتكون نافعة للعباد، وأن يحذروا من التعجل في إطلاق التكفير أو التفسيق أو التبديع لغيرهم بغير بينة ولا برهان".

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
-‐----------
https://www.tg-me.com/�������� �� �������� ���������� ����������������/com.dr_alkhader
*س/ لماذا سمي شهر ذي القعدة بهذا الاسم؟ وهل له فضيلة في الشرع؟*

ج/ ⬅️ أما سبب تسميته بذلك؛ فلأنه كان يتّسم بالهدوء عند العرب ويقعدون فيه عن الغزو والغارات والقتال والترحال ويتأهّبون للحج.

◀️ وشهر ذي القعدة هو شهر ما قبل ختام العام الهجري فهو الشهر الحادي عشر من أشهر السنة الهجرية، وهو الشهر الذي يسبق الحج.

⬅️ ومن فضيلته أنه أحد الأشهر الحرم المعظمة المذكورة في القرآن الكريم في قوله تعالى: *{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}* [التوبة: 36].

فهي أربعة أشهر منها شهر ذي القعدة ففي المتفق عليه عَنْ أَبِى بَكْرَةَ رضى الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«الزَّمَانُ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِى بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ»*.

فيكون لشهر ذي القعدة ما للأشهر الحرم من التعظيم والحرمة قال تعالى: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ}* [المائدة: 2].

ومن هذا التعظيم حصول المزيد من الحرص على الطاعة وعمل الخير، والأمر الآخر حصول المزيد من الحرص على اجتناب الإثم والخطيئة فالطاعة وعمل الخير في الشهر الحرام أعظم وأفضل، والمعصية والظلم أسوأ وأقبح ولذا جاء التأكيد في النهي عن الوقوع في المخالفة فقال تعالى: *{فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}* [التوبة: 36]. وهي إنما سميت بالحُرُم لزيادة حرمتها.

⬅️ ومن فضيلة شهر ذي القعدة حصول اعتمار النبي صلى الله عليه وسلم فيه *فقد اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ عُمَرٍ، كُلَّهُنَّ فِي ذِي القَعْدَةِ* حتى التي قرنها مع حجته أحرم بها في ذي القعدة؛ ومن ذلك أخذ بعض العلماء فضيلة العمرة فيه؛ لكونه الوقت الذي اختاره الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، مما يدل على استحباب العمرة فيه عند تيسر ذلك.

وشهر ذي القعدة هو أحد أشهر الحج وقد قال تعالى: *{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}* [البقرة: 197]

وهو الشهر الذي واعد الله فيه موسى عليه السلام في قَوْلِهِ تَعَالَى: *{وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ}* [الْأَعْرَافِ: 142]، فأكثر المفسرين على أن الثلاثين هي ذو القعدة بِكَمَالِهِ وَعَشْرٌ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ.

كما حصلت أحداث أخرى عظيمة في هذا الشهر، ⬅️

والمهم هو استغلال الزمان الفاضل بما ينبغي من القيام بالطاعة والبعد عن المعصية والتحلل من مظالم الناس والبعد عن أذيتهم أو إنزال الضرر بهم،

والقيام بما فيه رفع المعاناة عنهم وجلب النفع لهم في أي مجال من مجالات حياتهم، فمن عَظّم ما عظّمه الله استجلب لنفسه الخير العظيم قال تعالى: *{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}* [الحج: 30]، وهو دليل على التقوى قال تعالى: *{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}* [الحج: 32].

وفق الله الجميع.

🖋د. بندر الخضر
__
http://www.tg-me.com/�������� �� �������� ���������� ����������������/com.dr_alkhader
*ليست خاصة برمضان*

صلاة الوتر صلاة عظيمة، وهي من السنن المؤكدة للرجال والنساء، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ عليها، ويداوم على فعلها طوال السنة في الحضر والسفر، حتى أنه إذا غلبه وجع أو نوم يقضيها بالنهار شفعاً،

كما كان يرغّب فيها ويوصي الأمة بالحرص عليها ففي المتفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلاَثٍ لاَ أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: *«صَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاَةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ»*، وروى أحمد وأصحاب السنن بسند صحيح عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: الْوِتْرُ لَيْسَ بِحَتْمٍ كَالصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ، وَلَكِنَّهُ سُنَّةٌ سَنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: *« أَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ»*.

ويبدأ وقت صلاة الوتر من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، وتأخيرها أفضل لمن يعلم من نفسه القيام من الليل ففي صحيح مسلم عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَنْ خَافَ أَنْ لَا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ»*

فليحرص كل واحد منا أن لا تفوته ليلة دون أن يصلي الوتر، ولو ثلاث ركعات بعد سنة العشاء.

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
*الدلالة على الخير*

إن من العبادات العظيمة والطاعات الجليلة، ومن أفضل أبواب كسب الحسنات، وأعظم أسباب تحصيل الأجور ورفعة الدرجات: *الدلالة على الخير*، وهو من التعاون المرغّب فيه شرعاً قال تعالى: *{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}* [المائدة: 2]، ومن التواصي بالحق وقد قال تعالى: *{وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}* [العصر: 1 - 3]،

وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ، فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ»*، وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: *«مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا»*، فكما أن الشخص ينبغي أن يحرص على تقديم الخير بنفسه حسب ما يمكنه، كذلك ينبغي أن يحرص على دلالة الآخرين عليه، فالدلالة على الخير قد لا يكلفك جهداً كبيراً، ولكنه يكسبك أجراً عظيماً، وهو يشمل الدلالة على كل ما يكون سبيلاً لاكتساب الثواب والأجر،

فمن دل غيره على حضور مجلس علم، أو شهود جنازة، أو زيارة مريض، أو صلة رحم وترك قطيعة، أو العناية بوالد أو ولد، كان له أجر كل من فعل شيئاً من ذلك بسببه، ومن دل قادراً ليقوم بعلاج مريض لا يجد سبيلاً للعلاج، أو كفالة طالب علم لا يجد ما يلزم لمواصلة التعلم في التخصص الذي يرغب فيه، أو مساندة مظلوم بحاجة لمن يسانده في مظلمته، أو مديون في قضاء دَينه، أو السعي على أرملة ويتيم ومسكين، كان له أجر كل من يقدّم أي جهد إيجابي في شيء من ذلك،

ومن يكون سبباً في إصلاح طريق أو تقديم أي خدمة عامة أو خاصة فله أجر كل ما يحصل بسبب ذلك من نفع عام أو خاص؛ مما يستلزم الحرص على هذا الخير والأجر العظيم.

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
*الشرع هو الحكم*

شيء مؤسف ومؤلم أن يتم الاحتكام إلى السلاح والإقدام على إراقة الدماء في الخلاف بين الجيران والإخوة، وقد قال تعالى: *{وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}* [الأنعام: 151]، وروى ابن ماجه وغيره بسند صحيح عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ»*.

والواجب استسلام الجميع لشريعة الله والتحاكم إليها فهي شريعة العدل والإنصاف في كل الأمور وقد قال تعالى: *{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}* [النساء: 65]،

كما يجب على كل من يستطيع القيام بشيء إيجابي تحمّل مسؤوليته تجاه ذلك، وفي المقدّمة السلطة ومنع الانحدار في المزيد من هذا الشر، وفرض ما يحفظ النفوس ويصون الحرمات، وقد قال تعالى: *{الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}* [الحج: 41].

وجزى الله خيراً كل من يسعى في الخير وإطفاء الفتنة، وأسأله تعالى أن يطفئ الشر، ويصلح الشأن، ويخمد الفتن، ويوفق كل من يسعى في خير البلاد ونفع العباد، وأن يعجل بصلاح أحوال بلدنا وسائر بلاد المسلمين.

🖋️ د. بندر الخضر.
*المصلح الاجتماعي*

إنسان رفيع القدر عند الله، وشخص عظيم المكانة في دين الإسلام، وأي وقت أو جهد يبذله للإصلاح بين المتنازعين، وإعادة التواصل بين المتقاطعين من الأقارب والجيران وغيرهم، أي جهد في ذلك هو من أعظم العبادات وأفضل الطاعات، وهو خير من نوافل الصلاة والصيام، وسبب لاستجلاب رحمة الله،

وقد قال تعالى: *{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}* [الحجرات: 10]،

وأخرج أبو داود والترمذي بإسناد صحيح عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ؟»*، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: *«صَلَاحُ ذَاتِ البَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ البَيْنِ هِيَ الحَالِقَةُ»*،

وروى البزار بسند حسن عَنْ أنس رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لأَبِي أَيُّوبَ رضي الله عنه: *أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى تِجَارَةٍ؟* قَالَ: بَلَى، قَالَ: *«صِلْ بَيْنَ النَّاسِ إِذَا تَفَاسَدُوا، وَقَرِّبْ بَيْنَهُمْ إِذَا تَبَاعَدُوا»*.

فهنيئاً لكل من يعمل في هذه التجارة، ويستخدم جاهه ومكانته وتأثيره في التقرب إلى الله بهذه العبادة، ويكون من أسباب صيانة الحرمات، ومنع اشتعال نيران الأحقاد والثارات.

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
*س/ هل ورد ما يدل على أن بعد ظهر يوم الأربعاء من أوقات استجابة الدعاء؟*

ج/ 📝 نعم ورد ما يدل على أن ما بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء هو من أوقات استجابة الدعاء في حديث رواه البخاري في الأدب المفرد وأحمد في المسند بسند حسنه جماعة من المحدثين عن جابر رضي الله عنه *أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا فِي مَسْجِدِ الْفَتْحِ ثَلَاثًا: يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَيَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، فَاسْتُجِيبَ لَهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ، فَعُرِفَ الْبِشْرُ فِي وَجْهِهِ"* قَالَ جَابِرٌ: *«فَلَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ مُهِمٌّ غَلِيظٌ، إِلَّا تَوَخَّيْتُ تِلْكَ السَّاعَةَ، فَأَدْعُو فِيهَا فَأَعْرِفُ الْإِجَابَةَ»*،

ففهم جابر رضي الله عنه أن هذا من أوقات استجابة الدعاء وكان يتحرى الدعاء فيه.

فعلينا أن نغتنم سائر أوقات استجابة الدعاء في الدعاء لأنفسنا وبلدنا وأمتنا، وغزة وفلسطين، وأن ينتقم من اليهود المعتدين، ومن يساندهم من سائر المجرمين، وأن يعجل بصلاح أحوال بلدنا وسائر بلاد المسلمين.

اللهم آمين.

🖋د. بندر الخضر.
___
http://www.tg-me.com/�������� �� �������� ���������� ����������������/com.dr_alkhader
*《برنامج فقه الحج》*
*للدكتور بندر الخضر*

فقه الحج في دروس قصيرة بأسلوب مبسط يجمع ببن المسائل والدلائل ويجيب عن كثير من الإشكالات التي تقع للحجاج ويكثر السؤال عنها..

◀️ الدرس الأول: *مسائل في حكم الحج:*
https://youtu.be/qn1T_TuJIBk

◀️ الدرس الثاني: *فضائل الحج:*
https://youtu.be/SLAGQ9GdtEg

◀️الدرس الثالث:*شروط الحج:*
https://youtu.be/sNBmTsDccuQ

◀️ الدرس الرابع: *تنبيهات مهمة لقاصد الحج:*
https://youtu.be/ZcVukr4duNs

◀️ الدرس الخامس: *أحكام الميقات:*
https://youtu.be/V_mjBmVqJC0

◀️ الدرس السادس: *أحكام الإحرام:*
https://youtu.be/OfbEvy1sEnA


◀️ الدرس السابع: *محظورات الإحرام:*
https://youtu.be/SmZkNac6pa8

◀️ الدرس الثامن: *أعمال أول أيام الحج (يوم التروية)*
https://youtu.be/p4Dnva9mEN8

◀️ الدرس التاسع: *أعمال يوم عرفة وليلة العيد*
https://youtu.be/qAsMwRR5jO4

◀️ الدرس العاشر: *أعمال يوم النحر (يوم العيد)*
https://youtu.be/ZG4PbjHmUMQ

◀️ الدرس الحادي عشر: *أعمال أيام التشريق وختام الحج:*
https://youtu.be/6CTptT0gPKc
*س/ هل من تنبيهات قبل التوجه للحج؟*

ج/ الحج عبادة عظيمة وطاعة جليلة وأحد أركان الإسلام ومبانيه العظام، وهو طريق لأن يعود الإنسان طاهراً من الذنوب كما ولدته أمه، وهنالك جملة من التنبيهات قبل الذهاب للحج وأثناء الذهاب يمكن إجمالها فيما يلي:

1️⃣ أولاً: يجب إخلاص النية لله في هذا العمل العظيم، وبخاصة من تكرر منه الحج، فلا يكون همّه المفاخرة والمباهاة بعدد حجاته وعمراته، بل يكون المقصود هو العبودية لله والتقرب إليه قال تعالى: *{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}* [البينة: 5]، وقال تعالى: *{فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}* [الكهف: 110]، وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ»*.

2️⃣ ثانياً: تجديد التوبة والتحلل من مظالم العباد، والإقبال على العبادة بنفس طيبة وقلب طاهر؛ لتحقق هذه العبادات ثمرتها من تكفير السيئات ورفعة الدرجات قال تعالى: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}* [التحريم: 8]، وقال تعالى: *{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}* [النور: 31]. فيقلع عن المعصية ويندم على فعلها ويعزم أن لا يعود إليها قال تعالى: *{وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}* [الحجرات: 11]، وإن كانت متعلقة بحق آدمي تحلل منه وأعاد حقه ففي صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لِأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ»*، ومن ذلك قضاء المستطيع الديون الحالة وجوباً، والمؤجلة استحباباً، وما كان مؤجلاً يوثقه بشكل واضح وبيّن؛ فإن أمر الدَّين عظيم والاستهانة به خطيرة.

3️⃣ ثالثاً: كتابة الوصية، أو تجديدها إن كانت مكتوبة وتحتاج لتجديد ففي المتفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ* (لا ينبغي له وليس من حقه) *لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ*، (مال يمكن أن يوصي بجزء منه) *يَبيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلاَّ وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ»* أي: في مكان قريب يسهل الحصول عليها بعد الموت. هَذَا لفظ البخاري. وفي روايةٍ لمسلمٍ: *«يَبِيتُ ثَلاَثَ لَيَالٍ»* قَالَ ابن عمر رضي الله عنهما: مَا مَرَّتْ عَلَيَّ لَيْلَةٌ مُنْذُ سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ ذَلِكَ إِلاَّ وَعِنْدِي وَصِيَّتِي. فيوضح في الوصية ماله وما عليه.

4️⃣ رابعاً: وجوب تحري النفقة الحلال، وتطهير المأكل والمشرب والكسب من أي مال حرام ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *"أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا، إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون: 51] وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 172] ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟"*. فالكسب الحرام يمنع إجابة الدعاء.

5️⃣ خامساً: ينبغي الحرص على تعلم أحكام المناسك والسؤال عنها حتى يعبد الله على بصيرة، قال تعالى: *{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}* [النحل: 43]، وفي المتفق عليه عن مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ...»*.
6️⃣ سادساً: ليحرص على مرافقة من يعينه على اغتنام وقته وحفظ زمانه، رفقة تعينه على الخير إن ذكر، ويذكّرونه إن نسي ففي سنن أبي داود بسند حسن عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: *«لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ»*، ولتحرص الرفقة على أن يكون معهم من عنده بصيرة في الأحكام الشرعية؛ للاستفادة منه.

7️⃣ سابعاً: تجب المحافظة على الواجبات وفي مقدمتها الصلاة، كما ينبغي الحرص على الازدياد من الخير واستغلال الوقت فيما ينفع ويفيد، والمحافظة على الأذكار، ومن ذلك أذكار السفر والتأدب بآدابه، ويدعو لأهله وجيرانه وأحبابه عند توديعهم وفي سفره، ويكثر من دعاء الله والتضرع إليه بطلب الخير والفلاح، وعدم الغفلة عن تلاوة كتابه وتدبر معانيه.

8️⃣ ثامناً: ينبغي الحرص على حسن التعامل مع رفقائه في السفر وسائر من يلقاه، والاستمساك بالرفق والصبر، والبعد عن الفظاظة والقسوة.

9️⃣ تاسعاً: ينبغي الحرص على نفع الآخرين بما يستطيع، وإعانة من يحتاج إلى إعانة من ضعيف أو كبير سن ونحوهم ففي المتفق عليه عَنْ جَابِرِ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ»*.

🔟 عاشراً: ليحرص الشخص على الاستغناء عما في أيدي الناس والتعفف عن سؤالهم ففي المتفق عليه عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ»*.

1️⃣1️⃣ الحادي عشر: يجب البعد عن كل ما يخدش حجه، والحذر من سائر الذنوب والمعاصي، والبعد عن أي أذية لأي أحد قال تعالى: *{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}* [البقرة: 197].

2️⃣1️⃣الثاني عشر: ليستشعر الإنسان عظمة المكان الذي هو متجه إليه؛ فيغتنم مدة بقائه فيه، وعظمة الأعمال التي سيقوم بها؛ فيقوم بها على أكمل وجه، سائلاً ربه التوفيق والقبول والسداد.

وفق الله الجميع.

🖋 د. بندر الخضر
___
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
*س/ ما هي فضائل الحج ومنافعه؟*

ج/ الحج هو أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام، وهو واجب على كل مستطيع في عمرة مرة واحدة كما هو معلوم، وفي الحج فضائل عظيمة ومنافع كثيرة ففيه مغفرة الذنوب ففي المتفق عليه واللفظ للبخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَنْ حَجَّ هَذَا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»*، وفي صحيح مسلم عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: *«أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ؟ وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا؟ وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ؟»*،

وهو طريق موصل لرضوان الله والجنة ففي المتفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ»*،

وهو من أحب الأعمال إلى الله ففي المتفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: أَيُّ العَمَلِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: *«إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ»*. قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: *«الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»* قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: *«حَجٌّ مَبْرُورٌ»*،

وهو سبب لسعة الرزق وذهاب الفقر ففي سنن الترمذي بسند صحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ، وَالذَّهَبِ، وَالفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ المَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلَّا الجَنَّةُ»*،

وهو سبب لاستجابة الدعاء ففي سنن ابن ماجه بسند حسن عنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْحَاجُّ وَالْمُعْتَمِرُ، وَفْدُ اللَّهِ، دَعَاهُمْ، فَأَجَابُوهُ، وَسَأَلُوهُ، فَأَعْطَاهُمْ»*،

هذا غير ما يُرجى من المغفرة العظيمة والعتق من النار بوقوف عرفة، وما يحصل له من أجور التلبية والذكر، ومضاعفة الصلاة في المسجد الحرام، وأجر الطواف والسعي ورمي الجمار، والحلق وسائر مناسك هذه العبادة ففي مسند أحمد بسند صحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ لِابْنِ عُمَرَ مَا لِي لَا أَرَاكَ تَسْتَلِمُ إِلَّا هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ، وَالرُّكْنَ الْيَمَانِيَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنْ أَفْعَلْ فَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«إِنَّ اسْتِلَامَهُمَا يَحُطُّ الْخَطَايَا»*. قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: *«مَنْ طَافَ أُسْبُوعًا يُحْصِيهِ*، أي سبع مرات، *وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَ لَهُ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ»*. قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: *«مَا رَفَعَ رَجُلٌ قَدَمًا، وَلَا وَضَعَهَا إِلَّا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ»*، وفي سنن الترمذي بسند صحيح عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُلَبِّي إِلَّا لَبَّى مَنْ عَنْ يَمِينِهِ، أَوْ عَنْ شِمَالِهِ مِنْ حَجَرٍ، أَوْ شَجَرٍ، أَوْ مَدَرٍ، حَتَّى تَنْقَطِعَ الأَرْضُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا»*،

والحج من أعظم العبادات في تحقيق التأثير السلوكي على المستوى الخاص والعام بتحقيق التوحيد لله، وتوحيد الكلمة، والإحساس بالشعور الأخوي مع كافة المسلمين، وتذكر الآخرة بهذا الجمع العظيم، وعند التجرد من الثياب، ولبس ثياب واحدة، وتعلم الصبر والسعي في نفع الآخرين، وحصول غير ذلك من المنافع التي أودعها الله في هذه العبادة العظيمة قال تعالى: *{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}* [الحج: 27، 28].

وفق الله الجميع.

🖋 د. بندر الخضر
___
قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/�������� �� �������� ���������� ����������������/com.dr_alkhader
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
*س/ ما هو الفضل في صيام أيام البيض؟ وفي أي أيام الشهر تكون أفضل؟*

ج/📝 صوم أيام البيض في الشهر كالتطوع بصوم الشهر كاملاً، ومن فعل ذلك كل شهر فكأنما تطوع بصيام الدهر ففي المتفق عليه عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ»*،

وروى الترمذي بسند صحيح عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " *مَنْ صَامَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ*، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ: *{مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}* [الأنعام: 160] اليَوْمُ بِعَشْرَةِ أَيَّامٍ"،

📝 ومن فضلها أن صومها يذهب قسوة الصدر وما يحصل له من كدر فقد روى النسائي بسند صحيح عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ؟ صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ»*.

📝 وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب على صيامها ويوصي بذلك ففي المتفق عليه واللفظ للبخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلاَثٍ لاَ أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: *«صَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاَةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ»*، وفي صحيح مسلم عن أَبي الدرداءِ رضي الله عنه قَالَ: أوصاني حَبِيبي صلى الله عليه وسلم بِثَلاثٍ لَنْ أدَعَهُنَّ مَا عِشتُ: *«بِصِيَامِ ثَلاثَةِ أيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاَةِ الضُّحَى، وبِأنْ لا أنَامَ حَتَّى أُوتِرَ»*.

📝 والأفضل أن يصومها في أيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر كما ورد في بعض الأحاديث فقد روى أبو داود وابن ماجه بسند صحيح عَنْ قتادة بن مِلْحَانَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا أَنْ نَصُومَ الْبِيضَ: ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ، قَالَ: وَقَالَ *«هُنَّ كَهَيْئَةِ الدَّهْرِ»*، وروى الترمذي والنسائي بسند حسن عن أبي ذر رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«إِذَا صُمْتَ شَيْئًا مِنَ الشَّهْرِ، فَصُمْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ»*.

📝 ولا مانع من صومها في غير الأيام المذكورة في أول الشهر أو وسطه أو آخره متتابعة أو متفرقة لإطلاق كثير من الأحاديث ففي صحيح مسلم عن مُعَاذَة الْعَدَوِيَّة أَنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: *«أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ؟» قَالَتْ: «نَعَمْ»، فَقُلْتُ لَهَا: «مِنْ أَيِّ أَيَّامِ الشَّهْرِ كَانَ يَصُومُ؟» قَالَتْ: «لَمْ يَكُنْ يُبَالِي مِنْ أَيِّ أَيَّامِ الشَّهْرِ يَصُومُ»*،

◀️ فمن أمكنه صومها وسط الشهر فهو أفضل، وإلا صامها حيث يتيسر له من أيام الشهر، فلنحرص على الصيام والدعاء لأنفسنا وبلدنا وسائر بلاد المسلمين، وأن ينصر المجاهدين في غزة وفلسطين، ويهزم اليهود المعتدين، ومن ساندهم من سائر المجرمين.

🖋د. بندر الخضر.
___
http://www.tg-me.com/�������� �� �������� ���������� ����������������/com.dr_alkhader
2024/05/21 02:50:20
Back to Top
HTML Embed Code: